تحميل كتاب قادة فتح المغرب العربي PDF محمد خليل الخطيب

كتاب قادة فتح المغرب العربي

قادة فتح المغرب العربي

نبذة عن كتاب قادة فتح المغرب العربي :

كتاب قادة فتح المغرب العربي PDF محمد خليل الخطيب : 1984م - 1443هـ الفَتْحُ الإسْلَامِيُّ لِلمَغْرِبِ أو الغَزْوُ الإسْلَامِيُّ لِلمَغْرِبِ (بالأمازيغيَّة التماشقيَّة: ⴰⵔⵎⴰⵙ ⵏ ⵉⵏⵙⵍⵎⵏ ⵉ ⵜⵎⴰⵣⵖⴰ؛ نقحرة: أرماس إن إنسلمن آ تمازغا)، وفي بعض المصادر ذات الصبغة القوميَّة خُصُوصًا يُعرفُ هذا الحدث باسم الفَتْحُ العَرَبِيُّ لِلمَغْرِبِ، هو سِلسلةٌ من الحملات والمعارك العسكريَّة التي خاضها المُسلمون تحت راية دولة الخِلافة الراشدة ثُمَّ الدولة الأُمويَّة ضدَّ الإمبراطوريَّة البيزنطيَّة ومن حالفها من قبائل البربر، على مدى 66 سنة تقريبًا وانتُزعت على إثرها ولايات شمال أفريقيا الروميَّة الباقية من يد البيزنطيين ودخلت في دولة الإسلام نهائيًّا. بدأت عمليَّات فتح المغرب في عهد الخليفة الراشد عُمر بن الخطَّاب، عندما فُتحت برقة وكانت تتبع ولاية مصر الروميَّة، وطرابُلس على يد الصحابي عمرو بن العاص. ولم يأذن عُمر للمُسلمين بالتوغُّل أكثر بعد هذه النُقطة، مُعتبرًا أنَّ تلك البلاد مُفرِّقة ومُشتتة للمُسلمين، كونها مجهولة وليس لهم عهدٌ بها بعد، ودُخولها سيكون مُغامرة قد لا تكون محمودة العواقب. وفي عهد الخليفة عُثمان بن عفَّان سار المُسلمون أبعد من برقة وفتحوا كامل ولاية إفريقية الروميَّة. توقفت حركة الفُتوح على الجبهة الأفريقيَّة الشماليَّة بعد مقتل عُثمان لانشغال المُسلمين في إخماد وتهدئة الفتن التي قامت بعد ذلك وطيلة عهد الإمام عليّ بن أبي طالب، ولم تستمر حركة الفُتوح والجهاد ضدَّ ما تبقَّى من مراكز القوى البيزنطيَّة في شمال أفريقيا إلَّا بعد قيام الدولة الأُمويَّة، فكانت في بدايتها حركة خجولة، ثُمَّ لمَّا ابتدأ العهد المرواني وهدأت أوضاع الخلافة الأُمويَّة نسبيًّا، وجد الخليفة الأُموي عبدُ الملك بن مروان مُتسعًا من الوقت لِيقوم بأعمالٍ حربيَّة في المغرب، فتابع المُسلمون الزحف غربًا طيلة عهده وعهد خلَفِه الوليد بن عبد الملك، حتَّى سقطت كامل بلاد المغرب بِيد المُسلمين، وانسحبت منها آخر الحاميات الروميَّة، وأطاعت كافَّة قبائل البربر وانطوت تحت جناح الرَّاية الأُمويَّة. أقبل البربر على اعتناق الإسلام مُنذُ السنوات الأولى للفتح الإسلامي، وانضمَّ الكثير منهم إلى الجُيوش الفاتحة وشاركوا العرب في الغزوات والمعارك، ضدَّ الروم وضدَّ بني قومهم الذين لم يدخلوا الإسلام بعد، واستمرَّ البربر يدخلون في الإسلام تباعًا مع تقدم الفُتوحات، حتَّى انتهى أكثرهم إلى قُبول الإسلام، وبقيت قلَّة صغيرة على المسيحيَّة واليهوديَّة والوثنيَّة. كذلك، أثَّرت الفُتوحات في المغرب على ديمُغرافيا شبه الجزيرة العربيَّة، إذ فرغت بعض القُرى والبلدات في الحجاز واليمن من أهلها بعد أن هاجروا كُلهم للجهاد واستقرَّوا في البلاد المفتوحة حديثًا ثُمَّ التحقت بهم عائلاتهم، ومن أبرز هؤلاء بنو هلال القيسيّون. ومع مُرور الزمن، ونتيجة التثاقف والاختلاط طويل الأمد، استعرب الكثير من البربر، وبالأخص سكنة المُدن منهم، واستمرَّ قسمٌ آخر وبالأخص سكنة الأرياف يحتفظون بهويَّتهم القوميَّة الخاصَّة. وقد ظهرت عبر التاريخ الإسلامي للمغرب العديد من السُلالات الحاكمة البربريَّة التي حملت لواء الدفاع عن الإسلام والمُسلمين، مثل المُرابطين والمُوحدين، كما أصبح المغرب أحد مراكز الثقل الإسلامي في العالم. ويعتبر (قادة المغرب العربي) من أهم المصادر التي ينبغي أن تكون مرجع الذين يتحدثون عن التاريخ بلادنا، وقد أدرك المؤلف الفاضل من خلال دراساته الصلات العريقة التي تجمع بين أقطار المغرب العربي فاهتدى إلى أن يفرد هذه البلاد بتأليف خاص يجمعها فيه كما جمعها التاريخ في غابرات القرون... ولهذا كان الكتاب في عداد الوثائق التي تشهد بوحدة هذه البلاد وانسجامها وتناسقها... والمؤلف وقد اشبع قلبه حبا للسلف الصالح أبي إلا أن يكون إهداؤه الكتاب لصاحبي جليل ندين له بكل فضل، واعني به سيدنا عثمان بن عفان الذي كان أول من بعث الجيوش لفتح افريقية... وقد استهل الجزء الأول-الذي يوجد بين ليدينا اليوم- بمقدمة عن البلاد والسكان عبر التاريخ سواء قبل الفتح الإسلامي أو في أثنائه، وقد أطرى كثير الإطراء على المجهود الموحد الذي قام به أبناء المغرب العربي في هذا القرن من اجل الإبقاء على البلاد عربية إسلامية كما شاء لها القادة المسلمون الأولون. ولعل مما دفع بنا إلى التعريف بهذا المؤلف الجليل انه يعتبر بمثابة تقديم طيب لبلاد المغرب العربي إلى بلاد المشرق العربي، فإخواننا هناك في حاجة أكيدة إلى المزيد من الحديث عنا، إلى المزيد من التعريف بنا، نحن الذين ما فتئنا نحمل نفس الراية التي حملها بالأمس عقبة بن نافع رضي الله عنه، ويشعر القارئ باعتباط ما عليه من مزيد وهو يستعرض حياة أولئك الذين قادوا المعارك العظيمة منذ الأيام الأولى للإسلام من عبد الله بن أبي سرح فاتح افريقية على معاوية بن حديج فاتح بنزرت وسوسة وجلولاء إلى عقبة بن نافع الفهري القرشي فاتح زويلة وفزان وطنجة والسوس... إلى أبي المهاجر دينار فاتح المغرب الأوسط إلى زهير بن قيس البلوي قائد المعركة الحاسمة في افريقية إلى حسان بن النعمان الازدي الغساني فاتح قرطاجنة إلى موسى بن نصير اللخمي فاتح الأندلس... وكل شخصية من هذه الشخصيات العملاقة في التاريخ الإسلامي كان المؤلف يفرد لها فصولا تحللها وتضفي عليها كثيرا من النور، فهو يتناولها مرة كما هي أنسانا وبشرا ويتناولها قائدا وزعيما، وهو يصور الصراع العنيف الذي كان يخوضه هؤلاء الرجال بل ويصور ما استهدفوا له-بسبب اجتهاداتهم- من عزل ونقل بين الفينة والأخرى، فهو أن مليء بالحقائق التاريخية التي ظلت مبعثرة هنا وهناك، ولزيادة الإيضاح عمد المؤلف إلى تزويد الكتاب بعدة خرائط تصويرية تساعد القارئ على تتبع المواقع التي سلكها المجاهدون الأولون، ويظهر أن شخصية عقبة بن نافع قد استأثرت باهتمام محمود ولذلك فانه لم يكفه أن أفاض فيها القول، ولكنه تقدم إلى حكومة صاحب الجلالة الملك الحسن الثاني باقتراح، ذلك أن تعمل على تحقيق المكان الذي وطئته إقدام عقبة آخر ما وطئت لتجعل هناك نصبا لكتب عليه كلمته الخالدة:«يا رب، لولا هذا البحر لمضيت مجاهدا في سبيلك» انه يقترح ان يقام هناك «مسجد شامخ» يحمل اسم عقبة بن نافع إكبارا له وتكريما للمشرق في شخصه.. ونحن نعترف أن القيام بعمل شاق كالذي قام به محمود يستحق كل تقدير وإكبار ولكن مع ذلك نرى أن نلتمس من الأستاذ أن يقوم في الطبعة الثانية للكتاب بتحريات أكثر دقة حول بعض الهفوات المطبعية التي لم يسلم منها التأليف. فقد ذكرت مدينة فاس على أنها من مفتتحات حسان بن النعمان ومع أنها من مؤسسات الإمام إدريس، على أن الخرائط المنبتة في الكتاب ينبغي لها في نظرنا أن تكون مستجيبة للمعلومات التي تقدم معها أولا بأول، فعند ما يتعلق الأمر بالفتوحات الأولى لا ينبغي إثبات أسماء بعض المدن من التي لم يكن لها وجود تاريخي آنذاك، وهكذا تتمشى الخرائط بصفة متوازية مع الحقيقة التاريخية المذكورة.. وبصرف النظر عن هذا وذاك فان«قادة المغرب العربي» موسوعة ينبغي أن تكون في مقدمة المراجع التي يستشيرها طلابنا في دراساتهم لا سيما وان في المصادر العديدة والمتنوعة التي توفر عليها المؤلف قلما تتيسر جميعها لدى الناس. ونحن إذ نهنئ «الفاتح» محمود بما فعل، نأمل أن يتابع سيرة لاستقصاء سائر الفاتحين، وعسى أن يجد من الوقت ما يسمح له باجتياز هذه المرحلة إلى المرحلة الثانية التي تنتظره وهي الرحلة إلى البلاد التي يتحدث عنها وذلك ليقف على معالم أولئك، بل وعلى درجة صمود تلك البلاد وتمسكها وأصالتها. .

إقرأ المزيد